السبت، 31 مارس 2012

الزوجة المثالية 3



بعد جمعة من ما أعلنت لأمي عن رغبتي في مقابلة البنية، خدمت هي الأكتاف متاعها ودبرتلي النومرو وموعد "تعارف" في دار الناس ..

الحقيقة وأني من الأول ما عجبتنيش الحكاية .. شنية نمشي لدارهم نقعد نحكي قدام بوها وأمها ؟ .. من بعد قلت ما فيها بأس، بعد ما وقفتها في الشارع، نورها إلي أنا جدي في التمشي متاعي وناوي على الخير .. كهو وجاء اليوم الموعود .. نهار يعمل ستة وستين كيف ، كلموني صحابي على تكويرة وقعدت نغزل كيفاش فلتتها وبديت إنغنغ على أمي :

- أهيكة من تو بدات تحرم فيا من زينة الحياة !
- يزي من المساطة ..
- هذي نقطة "نيغاتيف" في الحساب ، مش خاطر مزيانة بش ننبطحلها .. محسوب ما فما كان هي !
- باهي كي تمشي تحكي معها قوللها منك ليها 

سكرت فمي ومشيت نلبس في حوايجي، عادة وأنا قدام "الأرموار" ونفرت في الحوايج الكل :

- أمي ، نورمال نمشي بشورط ؟
- لا تلبس كوستيم !
- شنية كوستيم متاعك ؟ عرس بش يولي !

لبست سروال "بوزي"  وسورية ، وتوكلت على العالي 

وصلنا للدار، وقبل ما ندقو على الباب ، غزرتلي الوالدة تعمل في دورة وعكلة .. صاوب رقبة السورية، السروال ملوطا مبروم شوية حلو .. شبيك حطيت شوية "بارفان" ؟ 

وأنا نسمع وساكت، مخي في الطفلة كيفاش بش نلقاها .. وكيفاش بش تكون ووين بش توصل الحكاية .. 
يحل خوها الكبير الباب ، ويهزني ويهبطني بعينيه، وبعد ما رحب بالوالدة تبسملي تبسيمة صفراء :

- إنت صاحب قجر ؟ 
- إي .. تعرفوا 
- إي إي شنوة نعرفه ! .. و يتمتم في حوايجو "ملا سلعة جاي للدار

تبسمتلو، و لفت انتباهي امو و هي ترحب بالوالدة .. ويحكيو على أيمات كانوا يقعدو في نفس الطاولة في المكتب .. الحاصل بعد نصف ساعة قصف عنيف عليا وعلى حياتي واش عملت واش ما عملتش وشعندي واش ما عنديش .. تجي بدر البدور .. 

كانت في أحلى حلة، وأنا نشوف فيها ونصلي على النبي (في قلبي) .. كانت لابسة الأحمر ..الأحمر لون الحياة و لون الحب .. لون يبعث على الإنشراح .. وقعدنا في بيت مش بعيدة نحكيو على راحتنا !

- أنا ما نحبش الراجل "macho"  برشة .. ونحب إلي يدو كريمة !
- لا مش معقول يكون مشحاح الراجل ، حتى الجيران اش يقولوا عليها المرا ..
- إي والله .. صاحبتي راجلها من الأول كان وين نحطك يا طبق الورد ومن بعد العرس ولا عبد جديد !
- ربي يهدي .. 
- تعرف يا كالمارو .. أنا صحيح نقرا أما ما نحبش نخدم .. راجلي هو إلي يدللني وكان لزم نزيد نقرا .. 
- إي معقول ، اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد .. 
- وأنا راني نحب الراجل المثقف .. خيت عليهم ، فما برشة تلقاه قاري باك + 20  وهو مخو قد العصفورة.
- حاشى العصفورة 
- "أون بليس"، قداكش "drôle" هيهيهي ..

الحاصل من غير ما نطول، كل جملة تنطقها، تزيد تغرق بها روحها .. هذي تقرا "prepa" ؟ هذي بش تولي مهندسة وتبني البلاد ؟ أوه يا عمري أوه ! .. وبديت نحس في الإشمئزاز هابط علي من كل صوب .. معاش حامل حتى كيفاش تتحرك وتحكي وأنا سرحت بمخي ..

ياخي اللون الأحمر إلي لابسته، زعما عنده علاقة بالفشل هذا ؟


اللون الأحمر إلي كي شفته من الأول اعتبرته لون الحياة .. فالإنسان إلي خدوده حمراء على سبيل المثال يقولوا عليه حي في أوج عطاؤه، الرياضي لما يجري ويسخن يولي كذلك أحمر اللون كعلامة للإستعداد للبذل البدني والعطاء .. كيف كيف الأحمر هو لون الحب والرومنسية .. ابدى من الوردة الحمرة وإنتي ماشي ..

أما الأن وهي تحكي و ليت نشوف فيه لون الموت والدكتاتورية .. تي حتى عزيزتي كيف تحكي على جهنم تقول "جهنم الحمراء" ... اللون الأحمر ماهو زادة لون الدم والقاتل والمقتول ... لون الدكتاتورية السياسية والمنزلية تي حتى المدرسية .. أليس اللون الأحمر هو الذي يستعمله المعلم حتى يخزيك ويوريك أنك "بهيم" .. وكم من مرة لقيت مكتوب بالأحمر الشعشاع "صفر" على كراس القسم أو هي "اطلعت عليه" ... اللون الأحمر لا يناقش في المدارس ، فكلمته هي الفاصل والفيصل بين التلميذ ومعلمه ... لون كذلك  إمتزج في صغري بالبكاء والطرايح في داخل القسم أو في الدار.. حتى لما تاكل طريحة البلاصة متع الضربة ... قبل ما تزراق ... تحمار !

والأحمر هو إلي يشكب على الأزرق على أوراق الإمتحان .. ياخي شنية العلاقة بين الأحمر والأزرق ؟ علاش نحسهم سابق ومسبوق ؟ وعلاش الأحمر هو إلي يوجع والأزرق هو إلي يخفف ؟ فالضربة لما تبدا تبرد تولي زرقاء .. و حتى في ورقة الإمتحان، اللون الأزرق الصافي هو إلي يطلع المورال !
والسماء ... زرقاء .. السماء لما تكون صافية تبعث للأمل وللتطلع إلى مستقبل مشرق بالرغم من الآلام "الحمراء" الموجودة في الأرض، حتى الشمس كيف تجي تغرب ، يظهر شفق أحمر وكأن السماء الزرقاء تتألم لفراقنا .. والبحر.. أزرق .. البحر وآفاقه الواسعة بالرغم من الخطر إلي فيه أزرق .. فعليسة لما استحال معاشها في بلادها، وسفكت الدماء فيها .. هربت عن طريق البحر .. وكأن الطبيعة اتفقت على أن الأزرق هو لون الإرتقاء والطموح و الأمل

من غير ما نحس ... ومن غير ما نعرف شنوا الموضوع إلي كانت تحكي فيه سألتها :

- شنوة لونك المفضل ؟
- فابتسمت و سكتت لوهلة ثم قالت بكل ثقة في النفس .. الأزرق !

يتبع

إقرأ المزيد... Résuméabuiyad

الأربعاء، 21 مارس 2012

الزوجة المثالية - 2


عادة وأنا بديت نتبسم ونحب نشدها بالحديث ونبدا ننصح فيها ونعاود على القسم التحضيري وأهمية المراجعة وكيفاش تنجم تنظم وقتها وكيفاش يلزمها تخدم في فترة المراجعة ، وفي الأخر بش نقترح عليها نجيبلها كتبتي وكراساتي لدار خالتي ... و- بالطبيعة يلزم تخليلي نومرو التليفون ... الحاصل بدات الأحلام تتبنى ، ولكن سرعان ما  ... 

أنا من الناس إلي كيف ياخذ الثقة في روحو مع طفلة يوحل ويولي يلبز .. المرة هذي هذاك شنوا صار، بديت نحكيلها في قصة حياتي، إي نعم ... تقول قاعد معها في قهوة والطفلة ما عندها ما تصنع ... نحكيلها إلي أنا عملت "بربا" و من بعد مدرسة مهندسين، إلي فيها برشة جو .. ما نفيق كان بعلامات الإسمئجاج على وجهها :

- باهي باهي ، ربي يعينك .. أية تصبح على خير 
- ( في قلبي: صحيتك يا بوهالي) ...  تصبح على خير ..



تلفتت وأنا دايخ نلوج على "قجر" .. لقيتوا يتفرج فيا و يتبسم 

- تعبر يا مدير 
- لا شي بلبزتها !
- إي من ضحكتها وتلفيتتها بعد ما إنت مشيت، أنا نقول بلبزتها هههه 

خليتو يهرج ومشيت خدمت الموبيلات، ركب هو وطرت بيه للبحر .. في الثنية فمة قنطرة تشق فوق طريق سيارة ! وقفت غادي .. وهبطت من الموبيلات وطلبت منه أنه يسكت .. 

كانت الدنيا قبل المغرب بدرجين تقريب، نشوف من بعيد في الشمس وهي هابطة وراء الغابة ! واللون الأحمر في السماء الصافية زايد في المشهد شطرين ! وسرحت معاه .. تعرف، ساعات الإنسان يجري من خدمة للدار للقضية للماكلة للتليفون للفايسبوك .. ولكنه قليل وين يعدي لحظات يتفكر فيهم مع نفسه ويراجع حساباته ... لحظات يحس فيهم بأنه إنسان، يحس فيهم بالجمال ويتذوق الطبيعة و كل ما فيها من أحلام .. نتصور أني لو كان نخصص نصف ساعة كل يوم للتفكر تو نولي أسعد انسان ... نسكر كل الألات، كل ما له علاقة بالعمل ... كل ما له علاقة بالتعب والشقاء والضجيج  ... ونحل كل ما هو رحلة إلى العالم الفسيح ... إلى الطبيعة والخيال الشاسع المريح ... أنك تفتح الشباك وتتأمل في الناس المزروبة، أنك تطلع في قمة وتشم الهواء النقي، أنك تستلقي على ظهرك وتتفرج في السماء أو أنك تحل كتاب أو رواية وتسرح في عالم ما وراء الحياة .. تحس بروحك  إنسان، تحس بنفسك تتحرك ... و تتنهد ... 

- صاحبي، الدنيا بدات تظلام راهي ! وأنا نحب نروح .. 
- أووه يا عمدة، برحمة أمك علاش تقص عليا !
- تي كهو، شنوا بش تلعب فيها نومنسي والعصافير تزقزق ! تي زايد تكذب على روحك، جادور تطلع تهبط تقعد جادور هههه 

تلفتتلو ومن غير ما نجاوبو، إبتسمتلو ... على خاطر إنسان بالرغم الهوة الشاسعة إلي بيناتنا، يبقى من أعز الناس عندي .. إنسان بسيط، كل شيء يفرحوا، أعطيه رزق يومه ويعيش أسعد الناس .. إنسان إلي في جيبو موش ليه، و السرقة والقلبة خاطيه .. ما يستحق لحتى حد والناس الكل تستحقلو، ديمة مبتسم ولكنه مش يضحك، وديمة كئيب ولكنه مش عبوس .. هو مزيج من الأحاسيس و التناقضات ... هو قلب طيب .. هو روح خفيفة .. هو إبتسامة تسرقها في وسط الحياة التعيسة .. "قجر" مش طالب من الدنيا كان رضاء الوالدين .. إلي ما يعرفهمش ... ماني ما قلتلكمش .. يتيم من والديه  الإثنين .. أموا توفات كيف ولدتو و أختو توامة ... بوه بحار، غرق وهما ولاد 5 سنين .. رباهم عمهم حتى للعشرين ... الطفلة عرست وتهنات، والولد ولا عرصة متع حانوت الحماص ... 

طلعنا في الموبيلات ووصلته للدار .. 

- كان عجبتك الطفلة قلي .. تو نتلف "وزغة" .. نقلوا مخطوبة !  
- تو نحكيو .. تصبح على خير 

أنا دخلت للحومة نلقى غسان كشاكشو طالعة، قلتلو بش نهز الموبيلات نشري خبزة لأمي فيسع حاجتها بها، ضربت 3 سوايع وأنا ندور عليها .. 

هز موبيلاتو وما سكت إلا بعد ما وعدته بش نصبلوا دينار "لايت" ! 

في اللحظة هذيك .. حسيت بالهدوء .. بعد الصخب والجري الكل، لقيت روحي وحدي بش نخمم في الحكاية على كيفي قبل ما ندخل للدار .. تعديت للعطار خذيت من عنده دبوزة "ڢيڢا" و شطر "باڨات" بالفرماج والهريسة و "الڢريانت" .. وقعدت على عتبة الجيران نملخ في الكسكروت و نكمبز .. 


الحكاية وما فيها، الوالدة جبدتلي على طفلة كشيت عليها ... طلعت وردة عيني ما تاذيها ! و مخ الهدرة كيفاش بش نعمل معاها موعد ! 

الحلول المتاحة قدامي مش برشة .. 
إما نكلم "قجر" يتصرفلي في نومرو التلفون .. وهنا تنجم تشك في نيتي وحتى ما تعطينيش حتى أهمية .. كيف ما تنجم تعجبها الحكاية وتفرح ووقتها عادة شاخ العصفور .. 
إما نولي أنا زادة عرصة من عرص البلاد ، ونشد راس الحومة متاعهم حتى نطيح بها ... أما الحل هذا فيسع نحيتو .. حسيت فيه برشة تروميز !

الحل الأخير ، وربما الأضمن، هي أني نكلم الوالدة .. تقول شافها، ويحب يدخل من الباب الكبير ..

الحقيقة وبالرغم من أنه نخير نعرف رأي الطفلة مني لها قبل ما يدخل حتى حد بيناتنا، إلا أني  خيرت الحل متاع أمي .. أول حاجة بش نعطيها الإحساس أني ناخذ بخاطرها، ثم ارتح ليا ... هي تخدم الخدمة و الجواب يجني ! 

كملت الكسكروت، ڨعبت الڨازوزة ... و قصدت ربي .. 

نلقى أمي مش فرحانة حتى طرف ! وطول دخلت فيا !

- اسمعني مليح مليح ... أنا كي نجبدلك على طفلة لمصلحتك ، نحبك تكون فرحان و تكمل روحك .. أما إنت شي ... ما فهمتش لشكون جيت ، بوك في عمرك يجري من طبيب لطبيب بش يداويك  ! وإنت لاقي كل شي بين يديك و تسيب في الهبال !

- اسمعني .. 

- يزيني ما سمعتك، دبر راسك ! أنا معاش بش نتكلم على حتى حد .. نهار إلي تلقى شكون قلي .. أما من ناحيتي تهنى معاش نتدخل .. 

- تي أنا جايك بش نقلك راني خممت وبرا تكلملي عليها ! شفتها اليوم، وعجبتني ونحبك تتكلملي عليها .. 

يتبع 

إقرأ المزيد... Résuméabuiyad

الثلاثاء، 20 مارس 2012

الزوجة المثالية - حلقة 1

قلنا السلام ، 

بعد مدة من أخذ ورد مع نفسي الإمارة بالسوء .. نجمت نتغلب عليها ونقنعها أن الحديث في السياسة في تونس في الوقت الحالي كصعود جبل الهملايا ! تبوريب فارغ .. و كل متسلق يزايد على صاحبه بش في الأخير يوصلو لنفس النقطة ! 

قلت نرجع نخرف حكايات لا علاقة، منها تفرهدني وربما تفرهد حتى المار عليها وتخرجوا ولو للحظات من أزمات الفاسبوك والعصب .. وعلى الطاير هكا ما نستحظرش حكاية ولكن بش نحاول .. 

في إطار "لمان الساقين" و "تكميل شطر الدين" الوالدة -ربي يخليها ويبارك فيها- عاملة فيا تو محسوب عام وشوية .. يا ولدي اش ناقصك ؟ بعقلك، بخدمتك، حليلتك (في هذي ما جابتش هههه) ... 

أنا في الحقيقة بخلاف أني ما نحبش برشة تكسير الراس متاع فترة التعارف، الفترة إلي تبدا تعرف إلي الطفلة إلي قدامك تغالط فيك (طبيعة نسوية نرجسية) .. وتعرف إلي على قريب بش تبدا الطلبات والتنغنيغات و غيرها من قسوات .. ونعرف إلي نهار إلي نغلط ونعتب باب دارهم، غير نعس على شعر الشيب وقتاش بش يبان برك ! 

هي فما برشة ظروف موضوعية أخرى بخلاف الدلال هذا ، هو أني نحس في روحي مش مستعد نجابه مسؤولية العرس وكل ما يجي في جرته من إلتزامات أنا في غنى عنها .. وزيد وألحق يقال عاجبتني الحياة إلي أنا فها ، اش قام عليا ندخل فيها فارعة ؟ على كل .. الجواب الوحيد إلي نجمت نخرجه للوالدة من غير ما تعملي عرعور ، هو ما عنديش وقت بش نلوج على بنت الحلال ! 



فما راعني إلا وشمرت على ذرعاتها  وبدت تلوجلي .. 

- ولدي لقيتلك طفلة تعمل ستة وستين كيف 
- أخطاني 
- الزين والقد والقراية 

أنا سمعت الزين والقد و حسيت أن إبتسامة بدات بش تفلت، ولكن فيسع ما جبدتها وقلتلها :

- شنية هالقراية ؟ 
- اسمها "تسنيم" تسكن بحذا دار خالتك "منيرة" !
- شنية تقرا للا تسنيم ؟
- شنوا عجبتك ؟
- تي بربي اش من عجبتني وأنا حتى خليقتها ما نعرفهاش ؟ مش لازم هاني خارج ! 

ودوب ما نرجع الباب ورايا وأنا خارج، نجبد التليفون ونكلم صديقي "قجر"، نعيطلو زادة "العمدة" .. هذا انسان يعدي 25 ساعة من جملة 24 وهو قدام حماص يعس على إلي طلع وإلي هبط .. 

- أهلا فلوس ! وينك ؟ 
- أنا هاني خارج ! نتقابلو قدام الحماص ؟
- باهي ازرب روحك ، عندي دوسي نحظر فيه ! 
- دوسي شنوة ؟ 

وقص عليا التلفون .. مش عوايدو ، وزيد "قجر" عنده ما يعمل ؟ هزيت ال 103 الخضرة متع غسان ولد حومتي بش فيسع وصلت .. 

- جابك ربي على الموبيلات .. هزني وين دار خالتك "منيرة" تعمل مزية ! 
- تو أنا كلمتك حاجتي بيك ، مش بش نخدم تاكسي سي الشباب ! 
- برس أمك، هذي برك وبعد نسمع العزيز !

واحنا في الثنية، بدا يحكيلي على طفلة مزيانة اسمها تسنيم ، تسكن وين دار خالتي، ماشي "يراقب في الحركة" في الحومة  ... طفلة ما يعرفهاش وغاضتو كيفاش هذي تفلت من الرقابة متاعو ! 

- العمدة وما ادراك يا فلوس ، وما يعرفش نوارة البلاد ؟
- نوارة البلاد جملة وحدة ؟ 
- إي إي ، تعرفوا إنت منير وزغة ؟ 
بعد مدة من التفكير :
- إي يضهرلي عرفتو ، شبيه ؟
- تي ماهو هو حكالي عليها ! يحب يستحسن !

أنا في مخي : هذاك إلي مزال بش ندخل في صراع  وجودي على طفلة مع وزغة ؟ تي ستنا الساعة وكي يطلع ذوقه خرشف .. 

وصلنا للحومة وكالعادة جبد "قجر" التليفون وكلم شكون في الحومة هذيك ... حكاية تتليف الجرة، بش ما يشكوش فينا متساكنين الحومة، بحكم إلي أحنا مش موالفين ناقفوا غادي .. واحنا نهرو، ونحكيو على الثورة وجرحى ودمومات و الجبالي والمرزوقي .. وإذا بملاك يتعدى من أمامي ! 



كانت ، كيفاش نقلكم .. من أجمل ما رات عيني، بالوقت ذوبتني ودغدغتني و في مخي خرمتني .. هذي بالحق نوارة وعليها الكلام ! هذي بالحق حتى كان خارجة ثالثة إبتدائي تستحق نعمللها "جام" ! 

و فجأة ومن غير ما نفهم كيفاش، ننطلق وحدي وراها، و يدي تهرب عن السيطرة وتجبدها بكل لطف من كتفها  ... تلفتت وكيف شافتني تفجعت .. وبدات تتمتم :

- شتحب عندي، سيبني 
- اه ، سامحني ، طريقتي بش كلمتك ماهيش محترمة أما ... 
- سامحني تعرفني ؟ 
- لا 
- مالا تصبح على خير يعيش خويا !

خويا ؟ شنية خويا هذي ؟ ماهو لباس ؟ ... ولكنني شديت روحي و ركزت معاها :

- بربي، لو كان ما تراش مانع بش نطلب منك حاجة صغيرة ! تعمل مزية ! 
- هيا عيش خويا مروحة تاعبة من القراية، وعندي برشة إمتحانات الفترة هذي !
- (مزلت تعاود "خويا" نفشخك !!!) متأسف على القلق ، ميسالش تنجم تمشي على روحك ، ربي ينجحك .. 
- يعيشك ، أما والله المرحلة التحضيرية من أصعب ما شفت في القراية  !
- اه نعرف نعرف، حتى أنا عملت "prepa" و ما يحس الجمرة كان إلي يعفس عليها ! 
- يا بالحق ؟ و بربي صعيب الكونكور ؟ 
- لا لا كان تراجع مليح تسلكها !

أحنا هكك و جات في مخي فكرة جهنمية، تخليني انجم نقعد معاها على إتصال .. 

يتبع  
إقرأ المزيد... Résuméabuiyad